تُطلق منظمة IHOPE، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وعشرات الخبراء القانونيين في لبنان، هذه الحملة الوطنية لمكافحة اختطاف الأطفال الدولي من قبل أحد الوالدين في لبنان. وتهدف الحملة إلى الضغط على صُنّاع القرار والتأثير عليهم لاعتماد والانضمام إلى اتفاقية لاهاي لعام 1980 الخاصة بالجوانب المدنية للاختطاف الدولي للأطفال.
تُعرّف اتفاقية لاهاي لعام 1980 في المادة الثالثة اختطاف الأطفال الدولي من قبل أحد الوالدين بأنه قيام أحد الوالدين بنقل الطفل أو الاحتفاظ به بشكل غير مشروع خارج بلد إقامته المعتادة، مما يشكّل انتهاكًا لحقوق الحضانة القانونية المعترف بها للطرف الآخر. في لبنان، تُدمّر هذه الجريمة حياة الأطفال وتنتهك حقوقهم الأساسية في عيش حياة أسرية مستقرة.
حول اختطاف الأطفال الدولي من قبل أحد الوالدين والوضع القانوني في لبنان.
حول اختطاف الأطفال الدولي من قبل أحد الوالدين والوضع القانوني في لبنان.
هو عندما يأخذ أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة الطفل أو يحتفظ به خارج بلد إقامته المعتادة، مخالفًا حقوق الحضانة القانونية المعترف بها. يختلف هذا الأمر عن الخطف الجنائي، وغالبًا ما يحدث في سياق نزاعات عائلية، ويؤثر سلبًا على مئات الآلاف من الأطفال سنويًا، مسببًا لهم وللطرف المتروك آثارًا نفسية واجتماعية خطيرة.
تنص المادة 3 من اتفاقية لاهاي لعام 1980 على أن نقل الطفل أو الاحتفاظ به يُعتبر غير قانوني إذا تمّ ذلك بالمخالفة لحقوق الحضانة الممنوحة بموجب قانون الدولة التي كان الطفل يقيم فيها عادةً قبل النقل أو الاحتفاظ، بشرط أن تكون هذه الحقوق قد تمّ ممارستها فعليًا وقت النقل أو الاحتفاظ. يركّز هذا التعريف على مفهومي "الإقامة المعتادة" و"حقوق الحضانة" كأساس.
عدم انضمام معظم الدول العربية إلى الاتفاقية يعود إلى عدة عوامل معقدة، أبرزها الاختلافات بين مفاهيم الحضانة والولاية في الفقه الإسلامي ومفهوم "حقوق الحضانة" في الاتفاقية، بالإضافة إلى المخاوف بشأن السيادة الوطنية والتدخل الأجنبي في شؤون الأحوال الشخصية. كما تسهم الاختلافات في تفسير "مصلحة الطفل الفضلى" وقلة الوعي القانوني والإرادة السياسية في عدم الانضمام.
لبنان ليس موقعًا على اتفاقية لاهاي لعام 1980، مما يخلق فراغًا قانونيًا. النظام القانوني معقد بسبب التعددية الطائفية، حيث تحكم قوانين الأحوال الشخصية المختلفة كل طائفة. من الناحية الجنائية، لا يُعتبر الوالد الذي يأخذ طفله خارج لبنان "خاطفًا" بموجب المادة 495 من قانون العقوبات، لكنه قد يُعاقب بموجب المادة 496 لعدم الامتثال لأوامر المحكمة، وتُعامل القضايا كنزاعات حضانة عادية.
يواجه تطبيق القانون اللبناني تحديات كبيرة منها التعددية القانونية الطائفية التي تؤدي إلى صدور أحكام متضاربة وعدم الاعتراف بالأحكام الأجنبية، مما يطيل فترة النزاعات. بالإضافة إلى ذلك، هناك غياب لإجراءات سريعة وصعوبة في تنفيذ الأحكام، واحتمال وجود تحيّز في بعض المحاكم الطائفية، ونقص في الخبرة القضائية، وغياب التنسيق الدولي، وارتفاع تكاليف التقاضي، وكلها عوامل تعيق الحلّ الفعّال لهذه القضايا.
رغم عدم انضمام لبنان إلى اتفاقية لاهاي، يمكن اللجوء إلى التقاضي أمام المحاكم الطائفية، والتوجه إلى قاضي الأمور المستعجلة لاتخاذ إجراءات وقائية سريعة مثل حظر السفر. كما يمكن تطبيق أحكام قانون حماية الأحداث عبر محاكم الأحداث، والاستفادة من مذكرات التفاهم الثنائية مع الدول الأخرى، والتعاون مع السلطات الدبلوماسية، بالإضافة إلى اللجوء إلى الوساطة والحلول الودية في بعض الحالات الخاصة.
The importance of alternative solutions like international family mediation emerges, helping parents reach voluntary agreements serving the child’s interest with flexibility, speed, and lower cost, while preserving family privacy and relationships. Other solutions include diplomatic and legal advocacy, specialized cultural mediation, international family arbitration, and comprehensive “round table” sessions.
الوساطة في قضايا الاختطاف الدولي هي عملية طوعية ومنظمة وسرية، يقوم فيها وسيط محايد بمساعدة الوالدين على التفاوض للتوصل إلى اتفاق مقبول بشأن الطفل. وتهدف إلى إيجاد حلول عملية تصب في مصلحة الطفل، تتميز بالسرعة والمرونة في ابتكار حلول إبداعية، مع الحفاظ على العلاقات الأسرية وأخذ الاعتبارات الثقافية والدينية بعين الاعتبار.
عندما يتم اختطاف طفل من لبنان إلى الخارج، يجب على الوالد المتضرر التحرك بسرعة. تشمل الإجراءات الفورية الإبلاغ إلى قوى الأمن الداخلي والأمن العام لمنع سفر الطفل. يلي ذلك الحصول على مساعدة قانونية متخصصة، والتواصل مع السفارات اللبنانية وسفارة البلد الذي تم نقل الطفل إليه، وتقديم طلب رسمي لإعادة الطفل إذا كانت الدولة طرفًا في اتفاقية لاهاي. كما يُعد توثيق الأدلة، واستكشاف الوساطة، والحصول على الدعم النفسي من الأمور الأساسية.
يُعتبر حظر السفر أداة وقائية مهمة في القانون اللبناني لحماية الأطفال من الاختطاف الدولي. تهدف هذه الآليات القضائية والإدارية إلى منع نقل الطفل خارج لبنان دون موافقة. يمكن طلب حظر السفر عند وجود علامات تحذيرية مثل التهديدات أو ترتيبات سفر مشبوهة. يمكن الطعن في هذه القرارات قضائيًا، ويمكن تعزيز فعاليتها من خلال التنسيق الدولي عبر الإنتربول والاتفاقيات الثنائية.
التعاون الدولي والإقليمي ضروري لمكافحة اختطاف الأطفال من قبل أحد الوالدين بسبب طبيعته العابرة للحدود. تُعد اتفاقية لاهاي لعام 1980 النموذج الأساسي، ويُكملها عمل مؤتمر لاهاي، والإنتربول، ومنظمات مثل اليونيسف والخدمة الاجتماعية الدولية. على المستوى الإقليمي، يمكن لجامعة الدول العربية تطوير اتفاقيات وبروتوكولات تعاون تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الإقليمية.
يوفر الانضمام إلى اتفاقية لاهاي حماية متبادلة للأطفال العرب المختطفين، ويضمن وجود آلية سريعة لإعادتهم. كما يردع الاختطاف كحل للنزاعات الأسرية ويسهّل التعاون القضائي بين الدول. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الانضمام صورة الدولة دوليًا ويُظهر التزامها بحقوق الأطفال والتعاون الدولي.
تُعتبر المناصرة الركيزة الأساسية في مكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال الدولي من قبل أحد الوالدين، خاصة في الدول غير الموقعة على اتفاقية لاهاي. يكمن دورها في رفع الوعي العام حول خطورة الظاهرة، والتأثير على صُنّاع القرار والتشريعات مثل الانضمام إلى اتفاقية لاهاي. وتشمل بناء تحالفات واسعة من منظمات المجتمع المدني والجمعيات المهنية، وتطوير قدرات المجتمع المدني، وتقديم حلول عملية مستندة إلى الأدلة.
تُعد مؤسسة iHOPE رائدة في مكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال الدولي من قبل أحد الوالدين في منطقة الشرق الأوسط. تقدم خدمات قانونية متخصصة للأسر المتضررة وتطبّق منهجية "HOPE" للوساطة مع مراعاة الاختلافات الثقافية. تعمل iHOPE على رفع الوعي حول المشكلة من خلال الحملات وورش العمل، وتقدم برامج تدريبية للمهنيين، وتشارك في الأبحاث لتطوير السياسات، وتؤسس شراكات دولية لتوفير حلول شاملة وفعالة.
يشكل المجتمع القانوني ركيزة أساسية في مكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال الدولي من قبل أحد الوالدين، حيث يمكنه المساهمة من خلال التخصص والتدريب، والبحث القانوني، والتقاضي الاستراتيجي، والتوعية والتعليم القانوني. كما يلعب دورًا في المناصرة التشريعية للضغط من أجل إصلاحات قانونية مثل الانضمام إلى اتفاقية لاهاي، وبناء شراكات دولية لتسهيل التعاون وتبادل المعلومات عبر الحدود.
"تم اختطاف طفلي منذ ثلاث سنوات، وكل يوم يمر هو عذاب لا يوصف. النظام القانوني في لبنان معقد جدًا ولا يحمي حقوق الأمهات. أناشد كل شخص يؤمن بحقوق الأطفال أن يقف معنا لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية في بلدنا."
المناصرة القانونية في لبنان
الوساطة المتخصصة
الاستشارات القانونية المجانية
التدريب والتطوير للمتخصصين
الدعم النفسي للعائلات
البحوث والدراسات حول الوضع اللبناني
اتفاقية لاهاي لعام 1980
اتفاقية حقوق الطفل
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
تقرير هيومن رايتس ووتش حول لبنان
قانون حماية الطفل اللبناني رقم 293
قوانين الأحوال الشخصية اللبنانية
© 2025 تم الإنشاء بواسطة Ihope.world